١٢‏/٠٥‏/٢٠١٠

ألف مبروك

كثيرة هي المناسبات الاجتماعية هذه الأيام، خاصة حفلات الزفاف، وقد دعيت من إحدى صديقاتي لحضور حفل زفاف أختها، كالعادة اجتمعنا نحن الصديقات للذهاب للعرس سويا، وصلنا القاعة التي يقام فيها العرس ، و اللهم لا حسد القاعة التي تستوعب خمسمائة سيدة كان بها ألف سيدة على الأقل، كلهن يقفن على أرجلهن، حتى أنني لم أر أيا من العروسين نتيجة الاكتظاظ حولهما، القاعة كلها تصفق و تعج بالصفير، ومازلنا لا نرى العروسين من موقعنا في آخر القاعة، السيدة التي كانت تجلس بجواري اقتربت من سيدة أخرى بجوارها لتقول لها:"مش قادرة أصدق حالي، كيف اتجوزو هدول"، لم أفهم ما تعنيه، حتى اضطررت للوقوف أنا الأخرى لأتفهم حقيقة الوضع، وخرج أهل العريس ليتركوا الحفل لسيداته، ونظرت لأرى بعيني ما لم أكن سأصدقه لو رواه أحد لي، العريس من ذوي البشرة السمراء و العروس من ذوي البشرة البيضاء.
غابت عني تفاصيل العرس وكل ما شغلني كم هو جميل أن نرى تلك العادات البالية بعدم التزاوج بين ذوي البشرة المختلفة تزول إلى حيث لا رجعة، وفي عرسهما أسامة وليلى، كٌسرت أول تلك الفوارق، كل التحية لشابين احتاجا الكثير من الشجاعة لتنفيذ خطوة كهذه، خطوة ستحارب من الكثيرين بدعوى عادات وتقاليد بالية ليس لها أساس من الصحة.
ومازالت قصص الزواج كثيرة لنرويها، لطالما استمعنا لقصص تروي مهورا غريبة تطلبها العرائس حول العالم، كتلك الاسبانية التي طلبت يختا مهرا لها، والعجوز الروسية التي طلبت من عريسها عشرين محمولا من ماركات مختلفة، ولكن أغربهن على الإطلاق قصة المواطنة الفلسطينية س.ع من محافظة رفح التي فاجأت أهل عريسها بمهرها الغريب، حيث طلبت ثلاثة موتورات من الكهرباء، لسببين الأول أنها تخشى العتمة حين تنقطع الكهرباء، و الثاني عدم رغبتها في تفويت أحدي حلقات المسلسل التركي الذي تتابعه، على أن لا يقل الموتور عن 5 كيلو صناعة إسرائيلية، و أتساءل هل هذه العروس جاهزة عقليا و نفسيا فعلا للزواج ؟.
Made in china

باتت السلع الأجنبية أرخص وأكثر استعمالا هذه الأيام لا سيما الصينية منها، كل ما نأكله، نرتديه أو نشتريه صينيا، وما علينا إلا النظر إلى مكان التصنيع حتى نقرأ :"صنع في الصين"، كل ذلك وارد إلا قصة استيراد عروس صينية، يرجع أصل القصة حين كتب الزميل المصري محمود خليل مقالا له قبل سنة ونصف بعنوان "عروس مصرية للزيدي وعروس صينية لي" طلب فيه عروسة صينية بعيدا عن تعقيدات الأسر المصرية التي تضع عقبات لا حد لها أمام الشباب الذي يرغب في الزواج.

و يبدو أن السفارة الصينية قرأت المقال وترجمته وأرسلته إلى بكين، حيث نشرته وسائل الإعلام هناك، فكان أن بدأت اللجان الاجتماعية والمؤسسات النسوية في الصين اجتماعاتها حتى أقرت إمكانية تصدير الفتيات الصينيات إلى مصر، و يستطيع الزوج أن يختار مواصفات العروسة الصينية من حيث الشكل والقدرات، مع العلم أن جميع العرائس الصينيات يجدن فنون الطهي والأعمال المنزلية المختلفة، وغالباً ما يكون حجم العروسة صغيراً وقصيرة للتوفير على زوج المستقبل عند شراء الملابس.

وتتميز الزوجة الصينية بأنها لا تشترط سناً معيناً للزوج، كما أنها تقبل بأي رجل، وذلك لأنها زوجة مثالية ومطيعة ولا تناقش زوجها في أي شيء كما أن صوتها لا يعلو ولا تنطق إلا بأمر من زوجها على خلاف الزوجة المصرية التي تشتهر بارتفاع نبرة صوتها وبغضبها المتكرر، بسبب ودون سبب، كذلك لا تشترط الصينية شبكة ولا مهراً ولا شقة ولا فرحاً. كما أنها لا تملك حساباً خاصاً على الفيس بوك فهي لا تختلط بالرجال.
وبما أن كل السلع التي تستوردها جارتنا مصر باتت في قلب مدن القطاع مهربة عبر الأنفاق، حتى تظن حين تمشي في أحد الأسواق أنك في القاهرة، لا أستبعد أن أرى عرائس صينيات الجنسية على اعتبارهن سلعة قريبا في غزة.

ليست هناك تعليقات: